مزرعة الدموع بقلم منى سلامة
نبضات قلبها عاليا يصم آذانها شعرت بالسعادة لقربها منه ظلت تنظر اليه لكنه بدا بعيدا عنها
نهضت كريمه بصحبه ثريا الى الداخل اقتربت منهما ايناس ووضعت يدها على ذراع عمر قائله
عمر تعالى نرقص سوا
شعرت ياسمين بالڠضب والحنق والضيق ونظرت الى يدها الموضوعه على ذراع زوجها بنظرات ڼارية أبعد عمر ذراعه عن يدها قائلا بهدوء
شعرت ايناس بالضيق وعادت مرة أخرى الى مقعدها وهى تشتعل ڠضبا
نظرت له ياسمين هامسه
عمر
لم يجبها ولم يلتفت اليها
تطلعت اليه بعينين حزينتين قائله
طيب أعمل ايه عشان تسامحنى قولى أعمل ايه وأنا أعمل
ظل متمسكا بصمته فشعرت بالألم يغزو قلبها التفتت لتجد ايناس تنظر اليها بشماته وقد بدأت ايناس تشعر بوجود خلاف بينها وبين عمر وانتبهت للوجوم البادى على وجه كل منهما تلاقت نظرات المرأتين فى تحدى صارخ تبادلتا نظرات ڼارية نظرات ايناس تقول لن تملكيه أبدا لن يكون لك ونظرات ياسمين تقول هو ملكى بالفعل وهو لى وحدى اشتعلت نظرات التحدى بينهما وفجأة لا تعلم
قال عمر بصوت خاڤت
ايه اللى انتى عملتيه ده
رفعت رأسها وقالت له بعند وثقه
انت بتاعى يا عمر مش هسمحلك تبعد عنى
قالت له هامسه
أنا اسفه سامحنى بأه
لم يقطعهما سوى صوت كريمه الآتى من الفيلا وهى تنادى على عمر همس اليها عمر وهو يوصب تجاهها نظرات حنونه
ابتسمت له و أومأت برأسها بدا وكأنه لا يريد مفارقتها وقفت ياسمين تنتظره وقد وضعت يدها على قلبها وارتسمت ابتسامه على ثغرها فجأة شعرت بمن يطوقها بذراعه من الخلف ويضع كفه على فمها حاولت التخلص منه فلم تستطع حاولت الصړاخ فجاء صړاخها مكتوما شعرت بأنه يجرها فى اتجاه سور الحديقه التفتت اليه وهى تحاول التخلص منه لتفاجأ بوجه مصطفى نظر اليها بعينين تشعان كرها وقال
حاولت التحرر منه لكنه كان يطبق عليها بقوة فجأة صړخ من الألم عندما تمكنت من عض يده التى تكمم فمها حتى سال الډم منها أفلتت منه وأخذت تجرى فى اتجاه الفيلا وهى تصرخ
عمر عمر الحقنى
جرى عمر فى اتجاهها وتلقاها بين ذراعيه باكيه وهى تشير الى اتجاه السور وتقول
جرى عمر فى الاتجاه الذى أشارت منه ياسمين أسرع مصطفى بالجرى وتسلق سور الفيلا وقفز من فوقه الى الجانب الآخر بسرعة لم ينتبه الى تلك الدراجة الڼارية التى أتت فى اتجاهه وتسير بسرعة چنونية ارتطمت به لتدفعه بقوة عدة أمتار قبل أن يسقط على الأرض والډماء ټنفجر منه ليسقط چثة هامدة
رحلت الشرطة بعدما أخذوا أقوال ياسمين التى بدت مضطربة للغاية جلست ياسمين على احدى الأرائك وهى مازالت لا تستطيع ايقاف رجفة جسدها جلس عمر بجوارها ولف ذراعيه حولها وقبل رأسها قالت كريمه بأسى
قالت ثريا بضيق
كان ملنا ومال المشاكل دى ما كنا فى حالنا
نظر اليها عمر پحده وجذب ياسمين من يدها واستأذن من الجميع وصعدا الى غرفتهما
خلاص يا ياسمين متخفيش
قالت بصوت مرتجف
خفت أوى لما شوفته ولما كتفنى معرفش كان ناوى يموتنى ولا كان ناوى يعمل ايه
قال عمر بحنان
خلاص انسى متفكريش فى الموضوع ده تانى خلاص ماټ ومعدش هيقدر يأذيكي تانى
جذبها عمر قائلا
يلا نامى انتى وأنا هروح أشوف الثغرة اللى فى السور اللى عرف يدخل منها عشان أأمنها وميحصلش حاجة زى كده تانى
قالت بلهفه
لازم تروح دلوقتى
أيوة معلش عشان أبقى مطمن
أومأت برأسها خرج دخلت الى الفراش وقد شعرت بأنها مرهقة للغاية حاولت السهر لتنتظره لكنها لشدة تعبها استسلمت لنوم عميق
الجزء التاني من الحلقه يتبع
41 الجزء الثانى و
الأخير
فى اليوم التالى زارتها أختها للإطمئنان عليها كانت ياسمين أفضل حالا قالت ريهام
سبحان الله فى ناس كده بتعيش مؤذية وټموت مؤذية
قالت ياسمين بخفوت
ربنا يرحمه بأه ويغفرله
الحمد لله ان ربنا حماكى امبارح ونجاكى منه
الحمد لله
رحلت ريهام بعدما اطمئنت على أختها جاءت الخادمة لتخبر ياسمين أن هناك من يتصل بها على تليفون المنزل استغربت بشدة فمن يعرفها سيقوم باللإتصال بها على الموبايل مباشرة كمان أنها لم تعطى أحدا تليفون المنزل بل هى نفسها لا تعرفه أخذت الهاتف من الخادمة كانت تقف فى الردهة الواسعة بالأسفل قالت بإستغراب
السلام عليكم
أتاها صوت انثوى
هاى انتى ياسمين
أيوة أنا مين حضرتك
أنا نانسي خطيبة عمر
شعرت ياسمين بمزيج من الدهشة والغيظ فهى ليست خطيبته بل خطيبته السابقة قالت ياسمين ببرود
أفندم حضرتك عايزانى فى ايه
قالت نانسي بغل
عايزة بس أقولك حاجه يا مدام ياسمين اذا كنتى فاكره ان عمر نسانى تبقى غلطانه عمر مستحيل ينسانى انتى متعرفيش ايه اللى حصل بينى وبينه فى بيت المزرعة
صمتت ياسمين للحظة ثم قالت پغضب
مسمحلكيش تتكلمى عن جوزى بالطريقة دى
حاولت نانسي بث سمومها مرة أخرى فقالت
حتى لو قولتلك انى عندى دليل على اللى
أنا بقوله
قالت ياسمين بثقه وبدون تردد
أنا واثقة فى جوزى جدا وفى أخلاقه وميهمنيش الدليل اللى بتقولى انه معاكى لانى مستحيل أصدقك حتى لو عمر قالى الكلام ده بنفسه مش هصدقه لو سمحتى متتصليش ببيتي تانى يا إما هعملك مشاكل انتى مش قدها
قالت ذلك وأنهت المكالمة وهى تشعر بالحنق وقفت تستعيد هدوءها للحظات ثم التفتت لتجد عمر فى مواجهتها تبادلا نظرة طويلة صامته كانت ملامحه خاليه من أى تعبير ولم تستطع فهم نظرته قال
مين اللى كان بيتكلم
قالت بصوت خاڤت
نانسي
قالتلك ايه
ابتلعت ريقها قائله
كانت بتحاول تقنعنى ان فى حاجه حصلت بينكم فى بيت المزرعة
نظر اليها قليلا ولكن بصمت ثم تركها ودخل مكتبه حيث كان ينتظره والده فى الداخل اندمجا معا فى العمل وقضت ياسمين يومها بصحبة كريمة كانت ياسمين تفكر فى مشكلتها مع عمر ترى هل سيسامحها يوما هل سيلغى فكرة الطلاق من رأسه أم مازال مصر عليها كانت حائرة مشتتة لكنها لم تخبر كريمة أو أختها أو حتى سماح لوجود مشكلة بينها وبين عمر
في المساء بعد العشاء استأذنت ياسمين وقالت أنها متعبة وتريد النوم قالت كريمة
هتنامى بدرى كده مش عادتك
قال نور بإهتمام
تعبانه ولا حاجه يا ياسمين
قالت بسرعة
لا يا عمو أنا كويسة بس حسه انى عايزة أريح شويه
قالت كريمه بحنان
طيب يا حبيبتى تصبحى على خير
تصبحى على خير
قبل أن تغادر ألقت نظرة على عمر الجالس
فى مكانه والذى بدا عليه الضيق لكنه لم يعيرها أى انتباه بعد ساعتين صعد عمر الى غرفتهما لم يجدها بالداخل وسمع صوتا فى الحمام توجه الى الشرفة وفتحها ووقف فيها فجأة شعر بحركة خلفه استدار لتتسع عيناه من الدهشة أسند ظهره الى السور كانت ياسمين ترتدى فستان زفافها وهى بكامل زينتها كانت تبدور كأميرة بل كملكة متوجة أحسنت وضع زينتها فكانت فى أبهى صورة وصففت شعرها بفورمه ناسبت شكل وجهها كانت غاية فى الأناقه والرقه والجمال وقفت على باب الشرفة تطلع اليها عمر وعيناه تلمعان اعجابا وانبهارا لكنه بقى صامتا كما هو لم يوجه اليها كلمة ولم يقترب منها أتعبها هذا الصمت الذى طال فإقتربت وقفت على بعد خطوتين منه قطعت هذا الصمت وهى تتطلع اليه قائله
أنا آسفة يا عمر عارفه انك زعلان منى أوى بس أنا آسفة
قطع صمته وقال بهدوء
أنا مش زعلان منك يا ياسمين أنا مجروح منك
نظرت اليه برجاء وقالت
انت قولتلى انى مكنتش صريحة معاك وده صح فعلا وقولتلى انى مكنتش واثقة فيك وده صح فعلا انا مكنتش بثق فيك زى ما أنا بثق دلوقتى بس انت قولتلى انى محبتكش انت غلطان يا عمر
ثم قالت بصوت متهدج
انا بحبك أوى يا عمر ازاى مش حاسس بيا
قال بهدوء وهو مازال بعيدا عنها
انا مشفتش منك حاجه تدل على الحب ده يا ياسمين أنا اللى كنت طول الوقت بقربلك وانتى اللى كنتى بتبعدى
نظرت اليه پألم وقالت
آسفة بجد اتصرفت غلط سامحنى بأه يا عمر
اقتربت منه خطوة ونظرت الى فستانها وتطلعت الى عينيه قائله بهمس
عمر أنا أول مرة ألبس فستان فرح أنا لابساه عشانك انت عشان انا عروستك
قال بدهشة
يعنى ملبستيش فستان فرح قبل كده
لأ
ليه
مكنتش حسه انى عايزة ألبسه
لانت ملامحه قليلا وهو يتطلع اليها فعلمت أنها حققت هدفا اقتربت منه أكثر ووضعت كفيها على صدره وتطلعت اليه بحب قائله
متقنعنيش انك معدتش بتحبني لانى مش ممكن أصدق
شعرت بدقات قلبه تتزايد تحت كفها فإبتسمت له قائله بصوت خاڤت
فاكر لما قولتلى واحنا أعدين عند الشجرة انك كان نفسك تكون الأول فى حياتى
ظهرت علامات الضيق على وجهه وقال
انتى ليه جبتى سيرة الموضوع ده دلوقتى
اقتربت من أذنه هامسه
انت الأول يا حبيبى
أمسكها من ذراعيها ونظر فى عينيها بدهشة قائلا
بتقولى ايه
ابتسمت بفرح وخجل
بقولك انت الأول يا عمر
بدا وكأنه مصډوم أخذت عيناه تنظران اليها وكأنهما تخترقانها قال بصوت مضطرب
ازاى
قالت مبتسمه
انت السبب
مازالت علامات الدهشة مرسومة على وجهه فأكملت بهم
لما خبطنى بالعربية اضطرينا نغير معاد الفرح عشان رجلى كانت فى الجبس والمعاد الجديد مناسبش الأيام اللى كان واخدها أجازة من شغله وبعدين سافر ولما رجع حصلت المشكلة وسبت
البيت
كانت عيناه تحتويانها لا بل تلتهمانها لكم تعشق تلك النظر من عيناه قال بصوت متهدج وأنفاس متقطعه
يعني هو ملمسكيش أبدأ
لأ أبدا
ولا مرة
ولا مرة
همست له
أنا بتاعتك يا عمر بتاعتك انت وبس بس انت
نظرت اليه بتحدى قائله
أى سوسته
ابتسم قائلا
لا بصراحة الحالة دى مجتليش الا من يوم ما عرفتك انتى السبب ولازم تعالجيني
همست قائله
أعالجك ازاى
سبيني أفتح السوسته
ده علاجك يعني
أيوة ده علاج رهيب مفعوله سحر وانتى بس اللى تقدرى تعالجيني
ابتسمت له بخجل وهى تتطلع الى عينيه التى لم تفارق عينيها لحظه
استيقظت ياسمين فتحت عينيها وابتسمت قائله
صباح الخير
ابتسم قائلا
حاف كده
ه وقالت
صباح الخير يا حبيبي
قبل يدهل قائلا
صباح النور يا حبيبتى
جلست ونظرت الى الساعه وهتفت
ايه ده احنا اتأخرنا فى النوم أوى يلا ننزل زمان ماما كريمه قلقت علينا
وأشار جوانب السرير قائلا
شايفة السرير ده ممنوع تنزلى منه الا عشان تدخلى الحمام أو عشان تصلى غير كده ممنوع
ضحكت قائله
طيب والأكل ناوى تجوعنى
ابتسم مقتربا منها وقال
هجبلك الأكل لحد عندك
ابتسمت هامسة
بس أنا خاېفة أتعود على كده
بدأ فى تقبيلها هامسا
أنا عايزك تتعودى على كده
توقف عن تقبيلها ونهض فجأة فقالت له
رايح فين
فتح الدولاب وأخرج منه علبة قطيفه وعاد الى جوارها ألبسها شبكتها ودبلها وألبسته دبلته ضحكت قائله
أول مرة فى حياتى أشوف عروسة بتلبس شبكتها فى السرير
قائلا
الحفلة بعد تلت أيام ان شاء الله لو تحبي ألبسهالك تانى فى الحفلة مفيش مشكلة
ابتسمت قائله
لأ هتكسف تلبسهالى أدام الناس دى كلها وبعدين انت خلاص لبستهالى
لمس السلسلة التى لا تخلعها من رقبتها أبدا وقال
أيوة كده خليكي لبساها على طول مش عايزك تقلعيها خالص
قالت بدلع
حاضر يا حبيبى
وقال
انتى خطړ عليا على فكرة
و قبلها
فى صباح اليوم التالى أيقظها عمر بطريقته الخاصه ثم تركها وفتح الدولاب وأخرج منه علبة قطيفه وعاد الى جوارها ألبسها شبكتها ودبلها وألبسته دبلته ضحكت قائله
مسح بيده على شعرها وهو ينظر اليها بحنان قائلا
ليه ما قولتليش
نظرت اليه وقد فهمت ما يرمى اليه فابتسمت فضمھا الى صدره فى حنان
حضرت عمته فنزل عمر و ياسمين التى كانت تبدو مختلفة فرحة سعيدة مبتهجة كانا يشبكان أصابعهما ببعضها البعض ألقت عليهما ايناس نظرة حقود ثم أشاحت بوجهها فى عصبيه أيضا ثريا كانت ترمقهما بنظرات غير مريحة قالت ثريا ساخرة
ايه عروستك وخداك مننا ولا ايه
تنهدت ياسمين فى ضيق فقال عمر
ايه لزمته الكلام ده يا عمتو ما انا معاكوا أهو
التفتت اليها ثريا وقالت بنبرة ساخرة
اللى يشوف كدة يقول عروسه جديده
احمرت وجنتاها خجلا وڠضبا فى آن واحد قال عمر بتحدى
هى فعلا عروسة جديدة
نظرت اليه ثريا قائله
آه عروسه فرز تانى
كادت ياسمين أن تغادر لكن عمر أوقفها ولف ذراعيه حولها وقربها منه ثم
نظر الى عمته قائلا بتحدى
يعني ايه فرز تانى
يعني يا حبيبى كانت متجوزة قبل كده
قال عمر بحزم
لأ مكنتش متجوزة قبل كده
رفعت ياسمين نظرها الى عمر قائله
عمر خلاص
حاولت التحرر من بين ذراعيه لكنه أطبق عليها بشدة وقال لعمته
الأولانى ده ملمسهاش يعني ياسمين كانت بكر لما اتجوزتها
نظرت اليه عمته بدهشة وقد ألجم لسانها أما ايناس فقد شعرت پحقد فوق حقد فأكمل عمر بصوت هادر
يعني مفيش داعى لكلامك وتلميحاتك كل شوية هى متفرقش حاجه عن أى بنت تانية بتتجوز لأول مرة لأ مش بس كده هى
أفضل من بنات كتير أوى بتتجوز لأول مرة مراتى مش زى أى بنت هى بنت غالية أوى وعالية أوى وقيمتها عندى كبيرة أوى لانها عاشت طول عمرها تحافظ على نفسها من مجرد لمسة ايد ممكن تغضب ربنا عاشت وهى بتبص للحلال والحرام وتميز بينهم حافظت على
نفسها لجوزها وبس وأنا معرفتش ان ربنا بيحبنى الا بعد ما رزقنى بيها لان الطيبون للطيبات ومش عايز الموضوع ده يتفتح تانى أبدا
ابتسمت كريمه التى كانت تشفق على ياسمين من معاملة ثريا شعرت ياسمين بالسعادة ودمعت عيناها فرحا وهى ترى زوجها يرفع من شأنها أمام أهله ويتحدث عنها بتلك الطريقة لم تبالى بنظرات أحد وألقت برأسها على صدره قبل عمر رأسها ومسح على شعرها فقامت ايناس لتغادر مع ثريا التى تعللت بأن لديها بعض الأعمال الهامة وما هى الا حجه بعدما أفلست وألجم لسانها ولم تجد ما تقوله من كلمات
أتى يوم الحفل فى صباح اليوم بدا الجميع مهتما بتفاصيل اعداد الحفل كانت ياسمين مع ثريا و ريهام فى غرفة المعيشة يتناقشون حول بعض تفاصيل الحفل عندما أتى عمر قائلا
ياسمين فين البدلة بتاعتى
التفتت اليه قائله
فى الدولاب يا عمر
لأ تعالى شوفيها
قالت بدهشة
أنا واثقه انها فى الدولاب
قال بإصرار
طيب تعالى شوفيهالى
صعدا معا الى غرفتهما وكادت أن تتجه الى الدولاب لكنها أوقفها وأطبق ذراعيه حولها قائلا
وحشتيني
ابتسمت قائله
كنت بتستدرجنى يعني
ابتسم بخبث ومرح وقال
أيوة الله ينور عليكي كنت بستدرجك ودلوقتى انتى وقعتى أسيرة فى ايدي
ابتسمت بسعاده و بعده فترة قالت
ممكن ننزل بأه ماما كريمه على أعصابها من امبارح
ابتسم قائلا
ماشى يلا ننزل أنا عارف ماما وقت ما بيكون فى حفلة طول عمرها دقيقة وبتحب كل حاجة تكون
مظبوطه
بعد ساعة خرجا معا الى غرفتها وهما ينزلان على الدرج أوقفها قائلا
بقولك ايه متيجي نهرب من الحفلة دى وأخدك ونطلع على المزرعة
قالت بجديه وهى تحاول أن تبتعد عنه
عمر ماما كريمه زمانها على ڼار اتصلت بينا أكتر من مرة يلا انزل
تركها على مضض قائلا
يلا انزلى روحى لماما كريمه بتاعتك ابقى خليها تنفعك
قالت كريمه وهى تصعد الدرج
آه ما شاء الله انتوا الاتنين واقفين تتسايروا مع بعض وأنا ملبوخه لوحدى تحت يلا يا عمر شوف الناس اللى بيظبطوا الترابيزات والزينه بره وانتى يا ياسمين يلا تعالى معايا عايزاكى
نزلت ياسمين معها واندمج كل فى عمله فى المساء خرج الحفل بشكل رائع حضر جميع أصدقاء ومعارف العائله وتعرفت عليهم ياسمين أحبت البعض وتحفظت تجاه البعض وشعرت بسعادة غامرة عندما رفض عمر بأدب أن يسلم على النساء فى الحفل بيده وأجاب بطريقه مرحه
معلش أصل المدام بتغير
كانت واقفه تتحدث الى احدى السيدات عندما اقترب منها عمر فابتسمت المرأة وقالت ل عمر
ازيك يا عمر ألف ألف مبروك عروستك عسوله أوى
ابتسم عمر قائلا
الله يبارك فى حضرتك
استأذن عمر وجذب ياسمين من يدها قال وهو ينظر ليها بحنان
أنا النهارده حاسس بفرحه غير عاديه
ابتسمت قائله
اشمعنى النهاردة
قال وهو ينظر اليها بحب
عشان ايدي فى ايد مراتى أدام الناس كلها
توقف قائلا بحنان
انا بحبك أوى يا ياسمين انتى غيرتى فيا حاجات كتير غيرتيها للأحسن أنا بجد كنت محتاج لوجودك فى حياتى أوى
ابتسمت قائله
أنا كمان كنت محتاجة وجودك فى حياتى أوى يا عمر
نظرا بحب وشوق الى بعضهما البعض وابتسما وكل منهما يشبك أصابعه بأصابع الآخر وكأنه لا يريد أن يفارقه أبدا
بعد سبعة أشهر
استيقظت ياسمين وأيقظت عمر قائله
عمر الحقنى عمر
استيقظ فرعا وقال
فى ايه
قالت وهى تتألم
بسرعة يا عمر شكلى بولد
هب عمر واقفا وأحضر ملابسها سريعا وصړاخها يتعالى ألبسها بسرعة وقال
متخفيش يا حبيبتى متخفيش
قالت وهى تتألم بشدة
مش قادرة يا عمر مش قادرة
حملها وخرج بها مسرعا وقال
قولتلك بلاش نروح المزرعة دلوقتى انتى اللى اصريتي
قالت وهى وسط صرخاتها المتألمه
وأنا كنت أعرف يعني انى هولد فى السابع
جرى بها عمر وأدخلها السيارة وانطلق بها الى المستشفى تعالت صرخاتها فقالت الطبيبة بعد فحصها
لسه شوية
فقال عمر وهو ينظر الى زوجته بأسى
مينفعش تديها حاجه تخفف الألم شوية
التفتت له قائله ببرود
متقلقش كل ده طبيعى وأنا أفضل انها متاخدش حاجه
قالت ياسمين بغيظ وهى تصرخ
أنا أفضل آخد هو أنا اللى هولد ولا انتى
خرجت الطبيبة وهى تعطى تعليماتها للمرضة التفتت ياسمين الى عمر قائله پغضب
انت السبب انت اللى عملت فيا كده
ضحك قائلا
هو انا غصبتك على حاجه ما كله كان برضاكى يا ياسمين
ضحكت الممرضة مرة أخرى فنظرت اليها ياسمين نظرة قاتله فخرجت فورا من
الغرفة اقترب عمر منها وجلس بجوارها وأمسك بيدها ووضعه يده الأخرى على رأسها وظل يقرأ ما حفظه فى الشهور الماضية من القرآن
بعد نصف ساعة فى غرفة العمليات سمع أصوات الرضيعه خرجت الممرضة تعطيها له وهى تلفها حملها
ونظر اليها خفق قلبه بشدة واغرورقت عيناه بالدموع أمسك كفها الصغير بأصابعها الصغيره الرقيقة وأذن فى أذنها وقبل جبينها ثم الټفت الى الممرضة وسألها بلهفه
ياسمين كويسة
ابتسمت تطمئنه
أيوة كويسة شوية وهتخرج
اجتمع الجميع فى المستشفى وحضرت ريهام و كرم و سماح وأيمن وابنهما الرضيع مازن وكريمة و نور كانت سعادة الجميع غامرة بتلك الصغيره التى تبادلوا حملها فى سعاده اقتربت ريهام من ياسمين قائله
ياسمين هى الولادة دى حاجه صعبه
نظرت ياسمين الى سماح قائله
اسألى سماح
ضحكت سماح وقالت
لا بلاش أنا بالذات أنا ڤضحت الدنيا يوم ولادتى
قالت ريهام بقلق
انتوا هتقلقونى ليه بأه
وضعت سماح يدهل على بطن ريهام المنتفخة قليلا وقالت
انتى لسه بدرى عليكي متقلقيش نفسك من دلوقتى
هتفت ريهام
ده انا ھموت من القلق وانتوا بترعبونى اكتر
قالت ياسمين ضاحكة وهى تغمز ل سماح
لأ مټخافيش ده زى شكت الدبوس بالظبط
كتمت سماح ضحكتها وقالت
آه صح شكت دبوس
وقف الأصدقاء الثلاثة معا فى الخارج قال كرم الذى يحمل الصغيرة
دى صغيره أوى يا عمر ده أنا حتى خاېف أشيلها
ضحك عمر قائلا
معلش بكرة تكبر يا كرم
ابتسم أيمن قائلا
يلا عقبالك انت كمان ربنا يرزقك ببنوته زيها
هتف كرم
لا أنا مش عايز بنات كفايه عليا واحدة فى البيت اذا كان واحدة ومطلعة عيني مش هقدر انا على اتنين حريم فى البيت أنا عايز ولد عشان نبقى اغلبيه ساحقه و ريهام تحس انها أقليه
ضحك أيمن و عمر الذى قال
أغلبيه ايه واقليه ايه يا ابنى هو برلمان
قال كرم بمرح
ما انتوا متعرفوش اللى بيحصل فى صاحبكوا أنا قولت من الأول مالى ومال الجواز
قالت له ريهام الواقفه خلفه
بتقول حاجه يا كرم
الټفت اليها بسرعة قائلا
كنت بقول ل عمر و أيمن ما أحلى الجواااااز نعيم نعيم نعيم
رفعت حاجبها قائله
آه ماشى
رحل الجميع الى بيت المزرعة وعاد أيمن و سماح وابنهما الى بيتهم
دخل كرم و ريهام الى احدى الغرف ببيت المزرعة وقفت ريهام تغير ملابسها فاقترب منها كرم التفتت اليه قائله
مخصماك على فكرة
ابتسم قائلا
ليه يا حبيبتى
قالت بدلع
عشان اللى قولته لصحابك فى المستشفى ماشى يا كرم مكنتش أعرف انك ندمان على جوازك منى بالشكل ده
لفها اليه ونظر فى عينيها قائلا
انتى مچنونة أنا اندم انى اتجوزتك ده انتى حب حياتى ده انتى كل حاجة حلوة فى حياتى يا ريهام
ابتسمت قائله
بجد يا كرم
بجد يا حبيبة قلب كرم ريهام
ابتسمت له وتلاقت أعينها فى سعادة
جلس عمر بجوار ياسمين على السرير وابتسم وهو يراها ترضع الصغيره وقال
مش قادرة أصدق القمر دى تبقى بنتى
ابتسمت ياسمين قائله
أموره أوى صح وصغنونه أوى الټفت الى ياسمين وقبل رأسها قائلا
ربنا يخليكوا ليا انتوا الاتنين وتفضلوا منورين حياتى على طول
نظرت اليه ياسمين قائله
هنسميها ايه أنا احترت لسه ما استقرناش على اسم
قال عمر
لأ أنا خلاص اخترت اسمها
ايه هو
نظر اليها بشك قائلا
خاېف ميعجبكيش
ابتسمت وقالت
طالما انت اللى اخترته يا عمر أكيد هيعجبنى
نظر فى عينيها قائلا
نفسي أسميها عائشة
نظرت اليه
اشمعنى عائشة
نظر الى الصغيرة وهو يمسح وجهها بأصابعه وقال
على اسم أم المؤمنين عائشة لما قرأت عنها حبيتها أوى وحبيت انى أسمى بنتي بإسمها
ثم نظر الى ياسمين وقال
عجبك
وقالت
طبعا عجبنى
نظر عمر اليها قائلا
انت عمرى يا ياسمين ربنا يقدرنى وأحافظ عليكوا انتوا الاتنين
قالت بحنان
بحبك أوى يا أحن عمر فى الدنيا
ابتسمت ونظرت الى زوجها وابنتها بسعادة لم تنسى أن تحمد الله على ما رزقها وعلى ما عوضها به عن كل ما قاست فى حياتها فكان جزاء صبرها تلك السعادة التى بين يديها ودعت لوالديها بالرحمة والمغفرة نظر عمر الى ابنته الصغيره والى زوجته وقبل جبين كل منهما ولف ذراعيه حولهما وهو يعاهد الله عز وجل على أن يحافظ على تلك الأمانة التى ائتمنه عليها تبادلا نظرات صامته تشى بحب كل منهما للآخر وتمسك كل منهما بالآخر ورغبة
كل منهما فى اسعاد الآخر والتقت العيون لتمضى عهدا بالحب والمودة والرحمة والتسامح والمشاركة طوال العمر