مزرعة الدموع بقلم منى سلامة
المحتويات
يده قائلا بسخرية
ليه خاېفه يتنقض وضوئك
شعرت ياسمين بالإحمرار يغزو وجنتيها وقالت
لأ أكيد مش ده السبب
قال الرجل وهو ينظر اليها بتعالى
انتى أصلا تعرفى أنا مين كون انى واقف بتكلم معاكى دلوقتى دى حاجه مكنتيش تحلمى بيها
ثم الټفت الى عمر قائلا
الظاهر انك معرفتش تختار صح الناس اللى تقدمنى ليهم يا بشمهندس ياريت نكمل كلامنا فى مكتبك
فتحت الباب وأخذت تتطلع الى وجهه لعلها تتبين انفعالاته نظر اليها ولم يتكلم دخلت وتركت الباب مفتوحا لم يعلق على الباب المفتوح هذه المرة وقفت أمام المكتب قليلا ثم تحدثت بصوت هادئ
أنا أسفه
نظرت اليه فوجدته ينظر اليها بدون أى رد فعل فأكملت قائله
مكنش قصدى أعمل مشكلة بين حضرتك وبين العميل بس حضرتك عارف انى مبسلمش على حد
عايزة تفهميني انك مبتسلميش أبدا على أى راجل حتى لو كان كبير فى السن زى الاستاذ خالد
قالت بجديه
أيوة مبسلمش على أى حد مهما كان سنه
نظر اليها نظرة غامضة ودت لو دخلت رأسه فى تلك اللحظة لتعلم فيها يفكر سألها قائلا
يعني زوجك أقصد لما كان خطيبك هو الوحيد اللى لمس ايدك
لأ حتى هو لما كان خطيبي مسمحتلوش ېلمس ايدي
رفع عمر حاجبيه فى دهشه ونظر اليها بإمعان قائلا
أبدا ملمسش ايدك أبدا
هزت رأسها بالإيجاب
شعر بشعور غريب يجتاح قلبه ويتوغل فيه ببطء نظر اليها قائلا بصوت خاڤت
ليه ليه مكنتيش بتخليه ېلمس ايدك
قالت ياسمين بدون تردد وهى لا تزال لا تنظر اليه
شعر عمر بخفقة فى قلبه لم يعتاد الشعور بها من قبل خفقه قوية عميقة نظر اليها فشعر بحنان جارف يملأ قلبه تجاه تلك الفتاة التى تقف أمامه والتى تطرق بوجهها فى خجل ود لو توقف الزمان حيث هما أخذ ينظر اليها بحنان ممذوج بدهشة وحيره وكأنه طالب يدخل المدرسة لأول مرة ويقف أمام معلمته شعر بأن تلك الفتاة الواقفه أمامه تتحكم به بطريقة أو بأخرى شعر بأن لها تأثيرا قويا عليه لم يألفه ولم يعتاده من قبل شعر بالخۏف يدب
فى قلبه بسبب هذا الشعور الغريب الذى كاد أن يغمر كيانه كله شعور بالإستسلام والتسليم قطعت ياسمين الصمت قائله
أنا بس حبيت أوضح لحضرتك موقفى وأعتذر ان كنت سببت أى مشكلة بعد اذنك
التفتت لتنصرف فمد عمر يده ليمسك ذراعها ليوقفها لكنه تذكر هى ليست كغيرها ممن عرفهن هذا الذى سيفعله غير موجود فى قاموسها سحب يده قبل أن ټلمسها نظر فى عينيها كان يخشى اغضابها وقفت حائرة قال بصوت رخيم
أنا مزعلتش منك انتى أنا اضايقت منه هو من الكلام اللى قالهولك
صمت لبرهه ثم قال
أنا وقفت التعامل معاه تماما
رفعت نظرها اليها فى دهشة وكأنها لا تعى ما يقول قالت له بعدم فهم
يعني ايه اللي حضرتك بتقوله مش فاهمة
ابتسم لحيرتها وقال
يعني اللى يهين دكتورة بتشتغل فى مزرعتى ميشرفنيش أبدا انى أتعامل معاه
تلاقت نظراتهما فى صمت نظرة حنان منه ونظرة عدم تصديق منها أفعل هذا من أجلها حقا أخسر عميلا مهما من أجلها أمن أجلها هى تحديدا أم أن لو كانت مها أو شيماء أو غيرهما فى نفس موقفها هل كان ليتصرف بهذا الشكل أيضا خرجت من شرودها لتتمتم فى خفوت
بعد اذنك
ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها
ظلت طول الليل تتقلب فى فراشها كأنها نائمة على جمر كانت تجاهد لمحو صورته من رأسها تجاهد لإعادة انتظام ضربات قلبها تجاهد لنسيان كلماته وابتسامته الساحره أخذت تردد لنفسها قائله لا لن أقع تحت تأثير سحره أنا لست كفتياته لن أكون واحدة منهن ليتي لم أءت الى المزرعة ليتي لم أراه لن أدع مشاعرى تتحكم بي لن أحلم بما هو صعب المنال حتى لا يتحطم قلبي الصغير يجب أن أقتل مشاعرى تجاهه وهى فى مهدها قبل أن تكبر وتصبح وحشا مفترسا يلتهمنى ويقضى على الأخضر واليابس ظلت تستغفر ربها وهى مغمضة العينين حتى استسلمت لسلطان النوم
حاولت ريهام الاتصال ب ياسمين لكنها وجدت هاتفها مغلق فارتدت ملابسها وخرجت لتبحث عنها فى مكان عملها دخلت لتجد شابا طويل القامة نحيل يمسك كتابا وقلما أمامه ويدون شئ ما مسحت المكان بعينيها وهى واقفة على الباب فلم تجد ياسمين نظرت الى الشاب المنهمك فى مطالعة الكتاب الذى أمامه وقالت له
لو سمحت متعرفش دكتورة ياسمين فين
رفع هانى رأسه ونظر اليها قائلا
راحت المعمل وهترجع كمان شوية
طيب شكرا
همت ريهام بالإنصراف لكنه استوقفها وعيناه تتفحصانها
أقولها مين لما تيجي
قولها بس ريهام عايزاكى افتحى تليفونك
أومأ برأسه قائلا
حاضر هقولها لما تيجي
شكرته وانصرفت عادت ياسمين فأخبرها هانى بمجئ ريهام ثم سألها قائلا
هى أختك أصل فيكوا شبه من بعض
ردت ياسمين بإقتضاب قائله
أيوة أختى
حملت ياسمين الهاتف وخرجت تهاتف أختها
أيوة يا ريهام قالولى انك سألتى عليا
ياسمين ايه الرقم ده وأفله تليفونك ليه
أنا بكلمك من تليفونى ده خطى الجديد
خطك الجديد جبتيه امتى ده وخلاص رميتي القديم
هبقى أحكيلك بعدين فى حاجه كنتى عايزه حاجه
آه كنت عايزه أعرف هتخلصى امتى أنا زهقانه أوى
قالت لها ياسمين بحنو
أنا عارفه انى بسيبك لوحدك فترات طويله معلش يا ريهام ان شاء الله كام يوم ونخرج نتفسح سوا احنا لسه لحد دلوقتى مشوفناش المنصورة ولا اتفسحنا فيها
خلاص اتفقنا هستنى انك توفى بوعدك ده عشان خلاص هطأ من جنابي
ابتسمت ياسمين قائله
متقلقيش هنفذ وعدى ويلا سلام بأه عشان عندى شغل كتير
سلام
بمجرد أن أغلقت ياسمين مع ريهام وجدت هاتفها يرن فأسرعت قائله
السلام عليكم أستاذ شوقى
وعليكم السلام ازيك يا مدام ياسمين
قال بلهفه
الحمد لله فى أخبار جديده عند حضرتك
أحب أبشرك ان معاد الجلسه اتحدد يا مدام ياسمين
قالت ياسمين بفرحه عارمة
بجد أخيرا الحمد لله
أيوة الحمد لله كلها اسبوعين وتخلصى من القضية دى تماما
اسبوعين
أيوة معاد الجلسة بعد اسبوعين ان شاء الله وأنا متفائل ان النطق بالحكم يكون من أول جلسه
قالت ياسمين متضرعه وهى تنظر السماء
يارب
ثم استطردت قائله
متشكره أوى يا أستاذ شوقى
العفو مع السلامة
مع السلامة
أغلقت هاتفها وهى تشعر بالراحة والسعادة ودت لو يمر الاسبوعين فى لمح البصر ويحكم القاضى بتطليقها لتصير حرة طليقه وتتخلص من مصطفى الى الأبد وتمحو من عقلها أى ذكرى له
رن هاتف عمر فأسرع بالرد قائلا
ألو
قال كرم بلوم
أهلا بالناس الهربانه
والله وحشنى
ما هو واضح واضح أوى انى وحشتك وان شوقك ليا مقطع بعضه
ضحك عمر قائلا
عارف انى مقصر معاك الفترة اللى فاتت
لا مقصر ولا مطول أنا قررت قرار وأعلى ما فى خيلك اركبه
قال عمر بقلق
خير قرار ايه
قررت آخد أجازة طويلة المدى وبكرة هتلاقيني طابب عليك فى المزرعة بشنطة هدومى وقبل ما تقولى الشغل ومش الشغل هقولك ابوك فيه الخير والبركة وانا كمان هفضل متابع الشغل من المزرعة زى جنابك ما بتعمل يعني مسمعش كلمة اعتراض
ضحك عمر قائلا
هو أنا اقدر اعترض
أيوة كده بحسب
يلا جهز نفسك وحضرلى وليمة فلاحى من اللى هى وعايز الأرض مفروشة ديناميت قصدى ورد وبنات على الصفين يقولولى ويلكم سى كرم
ضحك عمر قائلا
طب ويلكم سى كرم دى تركب على بعضها ازاى نفسي أفهم
بقولك ايه انا هسيب طريقة الاستقبال عليك وانت وذوقك بأه
خلاص من عنيا هعملك احلى استقبال
اهو كده يلا سلام وابقى قول للواد أيمن انى جاى عشان واحشنى ونفسي اشوفه
خلاص ماشى اتفقنا
يلا سلام يا باشا
سلام يا كرم
أنتهى عمر من محادثة صديقه وقد شعر بفرحه عارمة فقد اشتاق له كثيرا ابسم قائلا لنفسه
جيت فى وقتك يا كرم انت أكتر واحد بتفهمنى
الفصل الرابع والعشرين
24
جلس الأصدقاء الثلاثة فى بيت المزرعة يتضاحكون ويتجاذبون أطراف الحديث قال كرم فى استمتاع
ياااه والله وحشنى يا ولاد الايه
ربت عمر بكفه على كتف كرم قائلا
وانت كمان يا كرم بجد افتقدتك جدا وافتقدت غتاتك
قال أيمن
أيوة واتك أوى على غتاته دى
قال كرم
تنكروا انى عملت جو للمزرعة من أول ما جيت وأنا مبقاليش ساعة واصل
ابتسم عمر قائلا
آه والله وأحلى جو أنا من زمان مضحكتش كده
قال كرم بجديه
بصوا بأه عايزكوا تشوفولى سكرتيرة كويسة أنا مش جاى عشان أقضى يومي فى الشغل عايز واحده تنجز معايا
سأله عمر بإهتمام
طيب مشترط مؤهلات معينة
آه يعني تكون زى مدام حنان مديرة مكتبتك
هتف عمر قائلا
انت هتهرج يا كرم مدام حنان ايه انت فى بلد أرياف يا ابنى
طيب شوفولى أى واحدة المهم تكون ذكية وسريعة ونشيطة وبتفهم فى الكمبيوتر وبتعرف انجلش كويس ومريحة فى التعامل
طمأنه
عمر قائلا
خلاص سيب الموضوع ده عليا
نظر أيمن الى عمر قالئلا
ريهام مش كده
أومأ عمر برأسه قائلا
أيوة بس هتأكد الأول ليها فى الكمبيوتر والانجلش ولا لأ
هتف كرم فى مرح
ايه يا عم انت وهو انتوا جابيينى تجوعونى ولا ايه لا ويقولولك بلد فلاحين فين المشلتت والمحمر والمشمر أنا على لحم بطنى من الصبح
وهنا أتت الخادمة لتخبرهم بأنها انتهت من تحضير الطعام التف الجميع حول طاولة الطعام فى استمتاع وهم يستعيدون ذكرياتهم معا
حالك مش عاجبنى اليومين دول
قالت ريهام هذه العبارة وهى واقفة مع ياسمين فى شرفة غرفتهما قالت ياسمين دون أن تلتفت اليها
لا أبدا مفيش حاجه
تفرست فيها ريهام قائله
واثقه
أيوة واثقه يمكن بس شوية ارهاق من الشغل
قالت ريهام بعدم اقتناع
هحاول أبلعها بس انتى عارفه انك وقت ما تحبي تتكلمى أنا موجوده وهسمعك
التفتت اليها ياسمين وابتسمت ابتسامه ضعيفة نظرت ريهام للأسفل قائله
مين ده
نظرت ياسمين حيث تنظر أختها فرأت عمر و أيمن ومعهما شخص ثالث لا تعرفه
قالت ريهام
أنا حسه انى شوفته قبل كده
قالت لها ياسمين
أنا أول مرة أشوفه فى المزرعة
لأ مش فى المزرعة تقريبا لمحته فى خطوبة سماح أصلا احنا يوميها ملحقناش نعد ولا نشوف حد حضرتك مشتينا بدرى
تذكرت ياسمين يوم خطوبة سماح كانت فى صباح ذلك اليوم فى المحكمة مع مصطفى أثارت ذكراه القشعريرة فى جسدها أحاطت جسدها بذراعيها وكأنها تحمي نفسها من ذكراه نظرت الى الأسفل مرة أخرى على عمر الذى كان يتحدث مع صديقيه فى مرح حانت منه التفاته لأعلى فتلاقطت نظراتهما فى لحظة خاطفة خفق لها قلبها الصغير ولم تكن تدرى أن خفقات قلبها كان صداها يسمع فى قلبه هو الآخر أشاحت بوجهها بسرعة وقالت ل ريهام
أنا ډخله
هربت ياسمين الى الداخل بسرعة ولحقت بها ريهام التى نظرت بعتاب الى ياسمين التى جلست على فراشها وضمت وسادتها الصغيرة الى صدرها قائله
براحتك مش هضغط عليكي
شردت ياسمين فى وجوم
كانت ياسمين جالسه فى استراحة الغداء برفقة شيماء و مها التى كانت تحاول الإقتراب من ياسمين بأى طريقة لتعلم معلومات عنها وعن أسرتها لكن ياسمين كانت ذكية فلم تكن تتحدث معهما أو مع غيرهما فى أمورها الخاصة حتى لا يتصيد أحد الأخطاء لها فكان الجميع يظن بأنها آنسه لم يسبق لها الزواج هى لم تكذب لكن هذا ما ظنوه وهى تركتهم وظنونهم قالت شيماء فجأة وكأنها تدلى بمعلومة خطېرة
تعرفوا مين اللي جه المزرعة امبارح
قالت مها فى تعالى
أيوة طبعا عرفت مش مستنياكى تعرفيني
نظرت ياسمين اليهما بعدم فهم فقالت لها شيماء
البشمهندس كرم صاحب البشمهندس عمر و البشمهندس أيمن
أومأت ياسمين برأسها وقد تذكرت الرجل الذى رأته بصحبة عمر و أيمن يوم أمس
أكملت شيماء هامسه وهى تحنى قامتها الى الأمام
ده بأه غير الاتنين التانيين خالص دمه زى الشربات ومرح جدا وتحبي تتكلمى معاه ومش قفل زى البشمهندس أيمن ولا جد أوى زى البشمهندس عمر
اهتمت ياسمين بتناول طعامها وكأن الأمر لا يعنيها فقالت مها بهيام مصطنع
لا كله كوم و عمر كوم تانى خالص هو فى زى عمر ده مفيش منه إلا نسخة واحدة بس ومفيش راجل لا قلبه ولا بعده
شعرت ياسمين بالحنق لكنها تظاهرت بعدم الإهتمام وظلت محتفظه بتعبير اللامبالاة على وجهها
فأكملت مها قائله بخبث
هو فعلا يبان عليه انه جد بس لما بكون عنده فى المكتب بحس انه بيفك خالص وبيحب الهزار جدا هو تقريبا بيركب الوش الخشب عشان الموظفين ميسوقوش فيها لكن مع الناس اللى بيعزهم بيكون حاجه تانية
شعرت ياسمين بأن حنقها وضيقها يتصاعد لكنها كانت مصره على ألا تظهر أى رد فعل لحديث مها بعد لحظات فوجئن ب عمر يدخل الاستراحة نظرت مها اليه مبتسمه فتوجه الى طاولتهم نظرت ياسمين الى الطعام أمامها ولم تعيره أى اهتمام بمجرد أن وقف أمام طاولتهم قالت مها مبتسمه
ازيك يا بشمهندس عمر تعالى اتفضل
معانا
تجاهلها عمر تماما ونظر الى ياسمين قائلا
بعد اذنك يا دكتورة ياسمين خلصى أكلك ومنتظرك فى مكتبي
قال ذلك ثم انصرف شعرت مها بالحنق وتصاعدت الډماء لتلون وجهها باللون الأحمر ساد الصمت لفتره استأذنت ياسمين وقامت مغادره قالت مها بحنق
مش مكسوفين من نفسهم يجي يقولها تعاليلى المكتب وهى ما صدقت قامت
جريت وراه
ضحكت شيماء قائله
الراجل أكيد عايزها فى شغل
قالت مها بغل
شغل آه ما هو واضح أوى نوعية الشغل ده
ابتسمت شيماء قائله
وانتى متغاظه ليه
صاحت يغضب
وهتغاظ من ايه يعني معدش
الا البتاعه دى اللى أتغاظ منها
وهبت واقفه وخرجت دون أن تكمل طعامها
توجهت ياسمين الى مكتب عمر وهى تشعر بالتوتر وتتساءل عن ماذا يريد التحدث اليها طرقت الباب طرقات خفيفه ثم دخلت بعدما أتاها صوته
اتفضلى
دخلت ووقفت أمام
متابعة القراءة